هو “أبو الطيب المتنبى” Ùˆ اسمه الأول Ø£Øمد Ùˆ آخره الجعÙÙ‰ Ùˆ بين هذين الاسمين اختل٠الرواة ليبقى لنا أبو الطيب المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس بشعره Ùˆ نسبه Ùˆ قيل Ùيه ما قيل . (303 Ù€ 27 رمضان 354 هج) (915 Ù€ 26 سبتمبر 965 Ù…) .
هو “توركواتو تاسو” Ø£Øد أبرز شعراء عصر النهضة وصاØب ملØمة “تØرير أورشليم” .(15 ذو الØجة 950 Ù€ 1003 هج) (11 مارس 1544 Ù€ 1595 Ù…) .
هو “Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر” صاØب “المتنبى” الصادر عام 1936Ù… . (10 Ù…Øرم 1327 Ù€ 2 ربيع ثانى 1418 هج) (1 Ùبراير 1909 Ù€ 7 أغسطس 1997 Ù…) .
هو ” يوهان ÙولÙغانغ غوته” شاعر الألمان الأعظم Ùˆ صاØب “تاسو”. (شعبان 1161 Ù€ شوال 1247 هج) ( 20 أغسطس 1748 Ù€ 22 مارس 1832 Ù…) .
بدأ الأمر أول ما بدأ عندما أردت استعادة قراءة مسرØية “تاسو” “لغوته” ترجمة الدكتور ” عبد الغÙار مكاوى” من سلسلة “روائع المسرØيات العالمية” الصادرة عن وزارة الثقاÙØ© أول Ùبراير 1967Ù… ØŒ وذلك بعد أن غاب عن الذاكرة الكثير من Ùصولها لبعد المساÙØ© بين القراءة الأولى وبين اليوم الذى اشتقت Ùيه إليها.
وأثناء قراءتى لمقدمة المسرØية شعرت Ùˆ كأننى أقرأ ملخصا لكتاب “المتنبى” للأستاذ “Ù…Øمود شاكر” . Ùˆ شيئا Ùشيئا بدأت الØلقات ÙÙ‰ التشابك لتكون سلسلة طويلة من التساؤلات Ùˆ الملاØظات ØŒ Ùكل من “المتنبى” Ùˆ”تاسو” شاعر ثائر النÙس مهموم بقضايا أمته Ùˆ يرى ÙÙ‰ الشعر وسيلة لاستنهاض الأمة . Ùˆ تأتى غرائب الأقدار بأن يموت “المتنبى” بعد أن عاش Øياة ØاÙلة بالمنعطÙات الدرامية ØŒ Ùˆ تبقى ذكراه Øية ثم تبعث لتزداد Øياة على Øياة بعد أل٠عام من مماته على يد شاعر آخر هو “Ù…Øمود شاكر” ØŒ تماما كما Øدث مع الشاعر الإيطالى “تاسو” الذى عاش ومات ÙÙ‰ وقت لاØÙ‚ على “المتنبى ” بزمان ليأتى شاعر آخر Ùˆ هو “غوته” ليخلده بعمل مسرØÙ‰ بعد أن عاش هو الآخر Øياة ملأى بالمنعطÙات الدرامية .
هذا عن أولى التشابهات بين “المتنبى ” Ùˆ “تاسو” ÙÙ‰ التركيبة النÙسية وانÙعال شاعرين آخرين بهما وكتابتهما لعملين يتمØوران Øول هاتين الشخصيتين.
Ùˆ قديما قالوا :” إذا تشابهت المقدمات ØŒ تشابهت النهايات ” ØŒ وليس أصدق من ذلك قولا كما هو الØال بالنسبة لهذين الشاعرين. Ùبالنظر ÙÙ‰ الموسوعة البريطانية نجد أن “تاسو” نشأ يتيم الأم ØŒ Ùˆ كانت هناك مشاكل تتعلق بإرثه Ùˆ إرث أبيه من هذه الأم ØŒ وكذا كان الØال بالنسبة “للمتنبى” الذى نشأ يتيم الأم هو الآخر ورعته جدته وأرضعته امرأة علوية ( من آل عبيد الله) مما يدل على علو نسبه Ùما من امرأة ترضع ابن من هو أقل منها مقاما ÙÙÙ‰ ذلك تواضع شديد! وكانت بين جدته Ùˆ بين أهله من العلويين الذين ينكرون عليه نسبه ÙˆØقوقه عداوة جعلتهم يشمتون بموتها يوم ماتت Ùˆ تركت ÙÙ‰ Ù†Ùسه Øزنا وغضبا، Øزنا عليها Ùˆ غضبا على الشامتين من أهله انظر قوله
“سأطلب (Øقى) بالقنا Ùˆ مشايخ كأنهم من طول ما التثموا Ù…Ùرْدٔ .
ومن اليتم إلى النشأة نرى “أبا الطيب المتنبى” يرتاد كتابا لتعليم أولاد أشرا٠الكوÙØ© . وكذا نشأة “تاسو” وتعليمه Ùقد نشأ وتعلم مع “Ùرانسيسكو ماريا ديللا روÙر” ابن دوق “أوربينو” بعد أن Ù„ØÙ‚ بأبيه ÙÙ‰ ضياÙØ© الدوق عام 1556Ù… .
وبالعودة إلى النص المسرØÙ‰ الذى قام بنقله إلى العربية الدكتور “عبدالغÙار مكاوى” نجد أن “غوته” بنى مسرØيته على اÙتراض أن “تاسو” ÙŠØب الأميرة “ليونورا” أخت الأمير “ألÙونسو” ØŒ مما يذكرنا بكش٠“Ù…Øمود شاكر” عن Øب “المتنبى” للأميرة “خولة” أخت الأمير “سي٠الدولة” ØŒ وذلك من خلال ما استنبطه من معان وراء المعانى ÙÙ‰ رثاء “المتنبى” لأخت “سي٠الدولة” الصغرى عندما ماتت Ùˆ هو يعزيه بالعوض ÙÙ‰ “خولة”ØŒ ثم ما تلا ذلك من رثائه “لخولة” Ù†Ùسها Øين ماتت، بØيث أظهر لنا التباين ÙÙ‰ وقع الخبرين على “المتنبى” Ùهو ÙÙ‰ الØالة الأولى شاعر يجامل أميره ويعزيه ÙÙ‰ أخته ØŒ ÙÙ‰ Øين أنه وبعد موت “خولة” شاعر مكلوم يتÙجع Ù„Ùقد Ù…Øبوبته، وقد اتÙÙ‚ ÙÙ‰ هذه الرؤية مع صديقه الدكتور “أمين باشا Ùهد المعلؤ Øسبما ذكره ÙÙ‰ باب “قصة هذا الكتاب وقراءتى شعر المتنبى” . أما برهان “Ù…Øمود شاكر” Ùيتجلى أكثر ما يتجلى ÙÙ‰ الأبيات التالية: ÙÙÙ‰ رثاء الأخت الصغرى يقول
“Ùإذا Ù‚Ùست ما أخذن بما غا درن ØŒ سَرَّى عن الÙؤاد وسَلَّى” . وهو عزاء غريب على Øد قول “Ù…Øمود شاكر” أن يجعل للموت Ùضلا ÙÙ‰ قبض الصغرى وترك الكبرى! وانظر معه إلى بيت ÙÙ‰ القصيدة التى يرثى بها “المتنبى” الأميرة “خولة”إذ يقول
“ولا ذكرت جميلا من صنائعها إلا بكيت، ولا ود بلا سببٔ.
وهكذا التقت أقدار أربعة شعراء، Ùلولا شاعرية “Ù…Øمود شاكر” Ùˆ”غوته” لما تمكنا من رؤية ما وراء المعانى ÙÙ‰ شعر “المتنبى” Ùˆ”تاسو” واستكناه غرام كل منهما بأخت أميره.
البØØ« عن البطل …. البØØ« عن الØلم
يقول “غوته” على لسان الأميرة ÙÙ‰ المشهد الأول من الÙصل الثانى
” الأميرة : وكنت قبل ذلك بقليل تØس Ø¥Øساسا صاÙيا
بأن البطل و الشاعر متلازمان ،
وأن البطل والشاعر يبØØ« Ø£Øدهما عن الآخر”
ويقول “Ù…Øمود شاكر”عن “المتنبى” :
“وأخرى ØŒ أن أبا الطيب ØŒ كما وصÙناه لك أولاً ØŒ كان يرمى ببصره إلى (الرجل)ØŒ الرجل الذى تجتمع ÙÙ‰ رجولته صÙات الخير كلها ØŒ Ùˆ صÙات الكمال بأسرها، كما كان يراها قلبه ويØلم بها Ùؤاده Ùˆ أوهامه …”
ويوغل بنا ÙÙ‰ هذا المعنى “Ù…Øمود شاكر” Øتى نصل إلى أن “المتنبى” لم يكن يبØØ« عن المال بل عمن يرد للعرب سلطانهم ØŒ Ùنجده يقول : ” …… Ùˆ لهذا لم تجده يقر سنوات ÙÙ‰ جوار Ø£Øد٠إلا جوار هذين العربيين : “بدر بن عمار” Ùˆ “سي٠الدولة”. وذلك لما كان يرى منهما من الجهاد ÙÙ‰ سبيل الغرض الذى انطوت عليه جوانØÙ‡ ….” وهكذا Øتى يشهدنا على نوايا “المتنبى” ÙÙ‰ شعره “لأبى العشائر الØمدانى” بقوله :
“Ùسرت إليك ÙÙ‰ (طلب المعالى) وسار سواى ÙÙ‰ (طلب المعاش)”.
ÙˆØيث يوجد البطل توجد البطولة ØŒ ÙˆØيث توجد البطولة يوجد الشعر الذى يمجد هذا البطل . Ùˆ البطولة تعنى تØقيق الØلم ØŒ وهكذا نعود إلى مبتدأ القول بأن الشاعرين اللذين بين أيدينا يتسمان بالنÙس الثائرة Ùˆ الØلم الكبير.
Ùكان Øلم “المتنبى” توØيد كلمة العرب Ùˆ التخلص من سطوة العجم على ديار الإسلام كقوله :
“وإنما الناس بالملوك، وما تÙÙ„Ø Ø¹Ùرْبٌ ملوكها عَجَمٔ
Ùˆ أن تتوØد العرب تØت لواء بطل عربى وذلك Øسبما ورد ÙÙ‰ أكثر من موضع ÙÙ‰ الكتاب ØŒ منها البيت السال٠ذكره ÙÙ‰ Ù…Ø¯Ø “أبى العشائر”ØŒ Ùˆ ÙÙ‰ لقائه “بسي٠الدولة ” يمدØÙ‡ قائلا:
“غضبت له لما رأيت صÙاته بلا واصÙÙØŒ Ùˆ الشعرتهذى طماطمÙهْ”.
أما عن Øلم “تاسو” Ùكان استنهاض “أوروبا” لتØرير أورشليم Ùصاغه ÙÙ‰ ملØمة شعرية صارت Ùيما بعد Ù…Øورا رئيسيا ÙÙ‰ المسرØية التى تØمل اسمه وصاغها الشاعر الألمانى “غوته”.
ومن الغرائب التى لا تنقطع ÙÙ‰ هذا الشأن ØŒ أنه Ùˆ Øسب الترجمة التى قام بها الدكتور “عبدالغÙار مكاوى” ØŒ نجد أن “تاسو” ÙŠÙ…Ø¯Ø Ø°Ø§ØªÙ‡ Øين ÙŠÙ…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø±ÙŠÙ† ØŒ ÙÙÙ‰ المشهد الثالث من الÙصل الأول يقول “تاسو” :
” تاسو : ……
ولكننى كلما أمعنت النظر،
وبØثت عما يعطى هذا القصيد
قيمته العميقة ومنزلته العالية
عرÙت أننى لم أستمده إلا منكم .
…………. ” .
Ùˆ يمضى بالقول على Ù†Ùس النسق وبنÙس المعنى الذى يؤكده ÙÙ‰ رد الأمير “ألÙونس” قائلا
“ألÙونس : تستØÙ‚ الØمد مرتين،
Ùأنت تكرم Ù†Ùسك ÙÙ‰ تواضع
Ùˆ تكرمنا معك .”
وهكذا نرى “تاسو” ÙÙ‰ المسرØية Ùˆ قد Ø£Ùسبغت عليه خصيصة من أبرز خصائص “المتنبى” وهى البدء Ø¨Ù…Ø¯Ø Ø§Ù„Ø°Ø§Øª والتى كانت تعاب عليه، بل تستخدم ÙÙ‰ الكيد له من قبل خصومه الكثر. بل الأكثر من ذلك أنه كان يرمى بالقصيدة رميا ÙÙ‰ وجه متلقيها ÙÙ‰ بعض الأØيان، Ùمن غيره تواتيه الجرأة على استهلال قصيدة Ù…Ø¯Ø Ø¨Ù‚ÙˆÙ„Ù‡ Øين دخل على “كاÙور الإخشيدى”:
“ÙƒÙÙ‰ بك داء أن ترى الموت شاÙيا ÙˆØسب المنايا أن يكن أمانيا”
أو كما قال مادØا Ù†Ùسه قبل أن ÙŠÙ…Ø¯Ø “ابن طغج”
“إذا صلت لم أترك مصالا Ù„Ùاتك وإن قلت لم أترك مقالا لعالمٔ
وتبلغ به الكبرياء أن يقول ÙÙ‰ مجلس “سي٠الدولة”
“سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأننى خير من تسعى به قدمٔ
ويبلغ به المكر أن يلقى هذه القصيدة ÙÙ‰ مجلس “سي٠الدولة” واقÙا على غير عادته ØŒ إذ يق٠كالشعراء Ùˆ ينطق كسيد الأمراء ÙيمØÙˆ Ùعلا بقول ويمØÙˆ قولا بÙعل، ÙˆÙÙ‰ النهاية يبقى أثر الاثنين !
الرØيل
Ùˆ لترØال “المتنبى” إلى الأمراء Ùˆ مدائØÙ‡ لهم وقع تكاد تراه مترجما إلى الألمانية ÙÙ‰ مسرØية “تاسو” للشاعر “غوته” ØŒ Øيث يضع “غوته” على لسان “تاسو” قوله :
“تاسو : …….
هناك بيت الميديشى الجديد،
صØÙŠØ Ø£Ù†Ù‡Ù… لا يجهرون بالعداء “Ù„Ùرارا”
ولكن الØسد الصامت ÙŠÙرق
بين القلوب النبيلة الباردة.
وإذا Øدث أن تلقيت من أولئك النبلاء
ما يدل على رضاهم السامى على
ـ وذلك ما أتوقعه عن يقين ـ
Ùما أسرع ما سيØاول رجل البلاط
أن يثير الشك ÙÙ‰ ولائى Ùˆ عرÙانى
و سهل أن يتم له هذا.
………. “.
وذلك ÙÙ‰ المشهد الثالث من الÙصل الرابع وهو يدبر للرØيل، Ùكأن “غوته” قد ترجم “المتنبى” إلى “تاسو” !!
Ùنرى “تاسو” يخشى على Ù†Ùسه غضبة الأمير إذا قربه إليه “الميديشى” وأجزل له العطاء مما يجعله ÙÙ‰ خطر مبين .وهو عين ما كان يعانى منه “المتنبى” ØŒ Ùبعد أن يقربه الأمراء إليهم ØŒ كانوا يخشون Ùراقه لهم ØŒ لا من انقلاب مديØÙ‡ عليهم هجوا ÙØسب ØŒ ولكن ÙÙ‰ ظنى Ù€ ضنا به على الآخرين من Ù…Ø¯ÙŠØ ÙŠÙƒØªØ¨ لهم الخلود ÙÙ‰ مراتب أعلى من تلك التى كان يضعهم Ùيها، Ùكل واØد منهم ينتظر من “المتنبى” ما سيقوله Ùيه ØŒ وأيهم Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø£Ø¹Ù„Ù‰ ذكرا، سواء بالصÙات التى سيخلعها عليه ÙÙ‰ شعره أم بروعة القصيدة التى سو٠يمدØÙ‡ بها ØŒ لذا Ùقد ØÙ‚ عليه قول “ابن رشيق” : “ثم جاء المتنبى Ùملأ الدنيا وشغل الناس.”
” وقد صدق وصدقت الأيام قوله ØŒ Ùقد ذكروا من Ø´Ø±ÙˆØ Ø¯ÙŠÙˆØ§Ù†Ù‡ أكثر من أربعين شرØا ØŒ وما تجد كتابا من كتب التراجم أو كتب الأدب لم يذكر المتنبى أو لم يترجم له ØŒ ثم Ø£Ùرد بعض القدماء كتبا لترجمته ØŒ ثم جاء من بعدهم المØدثون Ùˆ المعاصرون Ùكتبوا عن أبى الطيب على طريقة أهل العصر.”
أعود Ùˆ أتساءل هل ترجم “غوته” “المتنبى” إلى “تاسو”ØŸ “Ùلغوته” باع طويل ÙÙ‰ الاستشراق ØŒ Ùˆ للمستشرقين باع أطول Ùيه بكل أدوات الاستشراق من دراسات للغات Ùˆ التاريخ Ùˆ الاستيلاء على Ù†Ùائس الأمم من كتب ومخطوطات ØŒ وآثار تشهد عليها Ùˆ عليهم تلك الرأس الملكية المعروضة “بمتØ٠برلين”.
هل Ù†Ùس “غوته” على العرب أن يكون لديهم من “ملأ الدنيا وشغل الناس” وقت أن كان العالم يتØدث العربية Ù€ Ùخلع على “تاسو” ما وجده ÙÙ‰ كل أو ÙÙ‰ أى من التراجم الأربعة للمتنبى التى خطها “الربعى” أو “ابن العديم” أو”ابن عساكر” أو ” المقريزى”ØŸ!
أم أنها عين الشاعر تلك التى نظر بها “غوته” Ù†ØÙˆ “تاسو” ØŸ هل تكون هى Ù†Ùسها عين الشاعر كتلك التى نظر بها “Ù…Øمود شاكر” ÙÙ‰ شعر “المتنبى وتراجمه ØŸ هذا إذا أردنا تغليب Øسن الظن .
الØسد
Ùˆ ترتÙع سيرة “المتنبى” Ùˆ كذا سيرة “تاسو” Ùيشكو كل منهما الØسد، ÙÙÙ‰ المسرØية نجده يقول ÙÙ‰ المشهد الثانى من الÙصل الرابع :
” تاسو : آه صدقينى ! إن الوجدان الذى لا ÙŠØب إلا ذاته
لا يمكنه أن يتخلص من عذاب الØسد الخانق .
مثل هذا الرجل قد يستطيع أن يغÙر لغيره
الثروة Ùˆ المكانة Ùˆ الجاه ØŒ لأنه يقول لنÙسه :
أنت تملك هذا كله ، وتستطيع أن تملكه إن شئت
Ùˆ إن أصررت Ùˆ كان الØظ ÙÙ‰ جانبك .
أما هذا الذى تمنØÙ‡ الطبيعة ÙˆØدها
……….
ولكنه لن يسلم لى بالموهبة الى أنعمت بها
ربات السماء على الشاب اليتيم المسكين .”
Ùˆ ÙÙ‰ موضع سابق ÙÙ‰ المشهد الثالث من الÙصل الثانى يضع “غوته” على لسان “تاسو” مخاطبا “أنطونيو” قوله :
” تاسو : ………
هذا التاج الذى لن يذبل على جبينى .
كن كبير القلب ولا تØسدنى عليه . “
Ùˆ بالمثل تكررت شكوى “المتنبى” من Øسد الØساد ÙÙ‰ أكثر من مناسبة Ùنذكر البيت القائل :
” ماذا لقيت من الدنيا وأعجبها أنى بما أنا باك منه Ù…Øسود٠!”
ونراه يقول مخاطبا “سي٠الدولة” لما لمسه من Øسد “أبى Ùراس” له وتØريضه للأدباء عليه ØŒ مثل “ابن خالويه” وإغراء الشعراء بغيظه ومناÙسته Ùيقول :
“أزل Øسد الØساد عنى بكبتهم، Ùأنت الذى صيرتهم لى Øسدا “.
Ùكأن “أنطونيو” الذى ÙŠØسد “تاسو” على شعره هو ترجمة Ù„Øسد “أبى Ùراس” للمتنبى ØŒ Ùˆ الأغرب من ذلك اضطرار “تاسو” للسعى لصداقة “أنطونيو” ÙÙ‰ سبيل رضاء الأميرة ØŒ مما أدى إلى خلا٠بينهما نجم عنه خصومة جعلت الأمير ÙŠØبس “تاسو” Øتى يرعوى ØŒ Ùلما أراد الاØتيال للرØيل لجأ إلى خصمه “أنطونيو” ØŒ Ùيقول لنÙسه ÙÙ‰ المشهد الخامس من الÙصل الرابع :
” تاسو : …….
هكذا تضطرنا الØياة أن نتظاهر
لا بل أن نكون كأولئك الذين
كان ÙÙ‰ مقدورنا أن Ù†Øتقرهم بجسارة
و كبرياء .
……….. ” .
Ùهو هنا مضطر إلى العمل ببيت “المتنبى” القائل
“ومن نكد الدنيا على الØر ØŒ أن يرى عدوا له ØŒ ما من صداقته بد”.
غربة ÙˆØنين
Ùˆ إذ توجد العداوة توجد المخاطر Ùˆ من ثم الغربة ØŒ Ùˆ إذ توجد الغربة يوجد الØنين . Ùالمتنبى Ùˆ “تاسو” كلاهما عاشا منÙيين بعيدين عن “امرأتين” وذاقا مرارة الØبس Ùˆ النÙÙ‰ .
Ùأى أقدار تلك التى جعلت “تاسو” منÙيا Ù…Øرم عليه دخول “نابولى” ليرى أخته “كورنيليا” ÙÙ‰ “سورنت” ÙÙ‰ المشهد الرابع من الÙصل الخامس
“تاسو: …….
أريد أن أهرب ! أريد أن أذهب الساعة إلى نابولى !
الأميرة : وهل يمكنك أن تخاطر بهذا؟ إن Øكم النÙÙ‰
الذى نزل بك Ùˆ بأبيك لم يرÙع بعد .”
Ùنعود Ùˆ نتذكر كي٠Øرم “المتنبى” من لقاء جدته Ùˆ كي٠ترصدوا له ليمنعوه من دخول الكوÙØ© ØŒ Ùماتت كمدا Ùˆ شوقا له Ùقال Ùيها “المتنبى”
” Ùوا أسÙا ألا أكب مقبلا لرأسك Ùˆ الصدر اللذى Ù…Ùلئا Øزما ” .
Ùياله من ظلم تعرض له كل من الشاعرين بأن ÙŠØرما من لقاء الأØبة Ùˆ يعانى كل منهما الØبس Ùˆ النÙÙ‰ Ùˆ المطاردة ØŒ بل وسوء الÙهم ØŒ Ùˆ الطعن ÙÙ‰ دينه ÙÙ‰ بعض الأØيان ØŒ Ùكما اتهم “المتنبى” بادعاء النبوة Øتى صارت لقبا نعرÙÙ‡ به، وذلك لكثرة ما كان ÙŠØØ« على الÙضيلة Ùˆ يترÙع عن الدنايا ØŒ Ùˆ لما قيل عنه “Ùما كذب ولا زنى Ùˆ لا لاط” . Ùˆ كما شعر بالغربة دوما Ùˆ الوØشة تØيط به Ùˆ تصاØبه Ùيقول :
” أنا ÙÙ‰ أمة ØŒ تداركها الله، غريب ÙƒØµØ§Ù„Ø ÙÙ‰ ثمود “
كذلك نجد ÙÙ‰ الموسوعة البريطانية أن “تاسو” قد أصابه الوسواس ÙÙ‰ مراجعة ملØمته الدينية Ùˆ مراجعة Ù†Ùسه ÙÙ‰ عقيدته ومذهبه الأورثوذكسى Øتى دخل مصØØ© عقلية لبضع سنوات (1579Ù€ 1586Ù…) ØŒ ولا ÙŠÙوتنا أن نذكر أن “المتنبى قد تعرض للØبس (أواخر 321 إلى 323هج) لادعائه أنه علوى النسب ثم طارت الروايات بتØري٠ظل Øتى صدور كتاب “المتنبى” لمØمود شاكر” بأنه ادعى انتسابه إلى العلوية ثم ادعى النبوة ØŒ إلى أن Ùند هذه المقولة Ùˆ أظهر بطلانها Ùˆ أثبت أنه علوى شري٠النسب الأستاذ Ù…Øمود شاكر ÙÙ‰ كتابه “المتنبى” .
Ùˆ كما خرج المتنبى من السجن وجال ÙÙ‰ الأمصار، خرج “تاسو” من المصØØ© ليقوم بجولة ÙÙ‰ البلاد Øيث ينزل ضيÙا على الأمراء ØŒ لينتهى به الأمر ÙÙ‰ دير “سان أونÙوريو” Øيث يموت ÙÙ‰ غضون أسابيع قلائل .
Ùيموت غريبا شريدا ÙÙ‰ مصØØ© كما مات المتنبى قتيلا بين غربة Ùˆ أخرى ÙˆØتى ÙÙ‰ موته لا يخلو الأمر من التجنى عليه ØŒ Ùيقال إن البيت الشهير الذى قاله هو الذى قتله Ùˆ هو:
” الخيل Ùˆ الليل Ùˆ البيداء تعرÙنى Ùˆ السي٠و Ø§Ù„Ø±Ù…Ø Ùˆ القرطاس والقلم” ØŒ
Ùˆ بيت آخر أثار عداوة بنى ضبة Ùˆ بنى أسد يقول Ùيه
” ما أنص٠القوم ضبه Ùˆ أمه الطرطبه ” ØŒ
ÙÙŠÙند Ù…Øمود شاكر هذا المقولة Ùˆ يظهر لنا أن “المتنبى كان Ù…Øاطا بالعداوات من كل جانب لا بسبب هجائه المقذع ÙØسب ØŒ بل الأهم من ذلك لمواقÙÙ‡ السياسية Ùˆ انØيازه لبنى Øمدان التغلبيين ضد بنى بويه الديلمييين Ùˆ هم من الأعاجم الذين يود تخليص العرب من سطوتهم ØŒ Ùˆ كذلك عداوته مع “كاÙور”. ÙˆÙÙ‰ ظنى أن الأمر لا يخلو من طمع Ùقد كان يرØÙ„ ومعه متاعه كله ØŒ Ùقتل بتØريض المØرضين بعد أن أغروا قاتليه بالنÙائس التى ÙŠØملها معه ØŒ Ùˆ أنه قتل لأنه كان Ùتنة ÙÙ‰ الأرض .
مات الشاعران ØŒ بعد أن عاش كل منهما Øياة ØاÙلة بالمآسى ليموت كل منهما بعد ذلك ميتة مأساوية ملؤها الظلم Ùˆ سوء الÙهم ØŒ ولكن ….
ها هو ” تاسو” الذى بقيت ذكراه لتبعث من جديد ÙÙ‰ القرن السابع عشر والثامن عشر Ùˆ التاسع عشر الميلادى ÙÙ‰ صورة جديدة كعبقرى سبق زمانه ولم ÙŠÙهمه Ø£Øد ØŒ Ùˆ من بين هؤلاء يأتى “غوته” مخلدا إياه بعد أن انÙعل به كشاعر ÙŠØس بنبض شاعر مثله .
Ùˆ تتلاقى أقدار الشاعرين الكاتبين “غوته” Ùˆ “Ù…Øمود شاكر” ÙÙ‰ عدة نقاط مدهشة نسردها ÙÙ‰ عجالة :
* كل من “Ù…Øمود شاكر” Ùˆ “غوته” شاعر Ùˆ Ùيلسو٠قبل البدء ÙÙ‰ كتابيهما عن هذين الشاعرين .
* بطلاهما ماتا ÙÙ‰ الخمسين من العمر تقريبا ØŒ ÙÙ‰ Øين أن كلا من “Ù…Øمود شاكر” Ùˆ “غوته” عمرا Ùˆ عاشا Øتى جاوزا الثمانين .
• بين “غوته” Ùˆ “Ù…Øمود شاكر” تشابه ÙÙ‰ الاهتمامات ØŒ Ùكلاهما قرأ “شيكسبير” Ùˆ انÙعل به ØŒ Ùˆ لكليهما اهتمامات علمية إلى جانب الأدب والشعر .
• كل منهما مر بأزمة عاطÙية ÙÙ‰ شبابه ÙÙ‰ سن يدور Øول الخامسة والعشرين جعلت بينه وبين الانتØار شعرة أو أقل ØŒ ثم أصبØت بعد ذلك سببا ÙÙ‰ ظهور إبداع Ùريد ØŒ “Ùغوته” Øين هجرته “شارلوت بأ، استلهم ” آلام Ùرتر” ØŒ Ùˆ “Ù…Øمود شاكر” Øين مر بتجربة مماثلة بدأ يكتب “ديوان البغضاء” .
Ùˆ مما سبق لا يسعنى سوى التساؤل مجددا ØŒ هل هى Ù…Øض أقدار تلك التى بعثت “غوته” لتخليد “تاسو” ØŒ Ùˆ “Ù…Øمود شاكر” “للمتنبى”ØŸ!
أم أن شبهين أنصÙهما شبيهان ØŒ طبقا للقول بأن المقدمات المتشابهة تÙضى إلى النهايات المتشابهة؟!